مفاوضات غزة : بوادر تقدم وواشنطن تتجه نحو رفع مستوى الضغط

كشفت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، اليوم الأربعاء، عن مؤشرات متزايدة على تقدم في المفاوضات غير المباشرة بين حركة “حماس” وإسرائيل، بوساطة أميركية، تهدف إلى التوصل إلى صفقة تشمل وقفاً لإطلاق النار في قطاع غزة مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الإسرائيليين، مع الاستمرار لاحقاً في مفاوضات تُفضي إلى إنهاء الحرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التحرك تحفّزه جدّية متزايدة من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي أوفدت مبعوثها الخاص ستيف ويتكوف لتذليل العقبات. وفي المقابل، أظهرت “حماس” مرونة أكبر، عبر قبولها بضمانات أميركية كبديل عن شرط الوقف الشامل للحرب، مما يعكس انفتاحاً على تسوية بشروط مخففة.
ورغم هذه التطورات، فإن الصحيفة حذّرت من الإفراط في التفاؤل، في ظل غياب ضغط أميركي حاسم على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يواصل المراوحة بين استرضاء واشنطن والحفاظ على دعم ائتلافه اليميني المتشدد، مستخدماً الغموض والمماطلة لتأجيل اتخاذ موقف حاسم.
وذكرت الصحيفة أن إدارة ترامب تفضّل حالياً اتباع نهج هادئ وغير تصادمي، على أمل إقناع نتنياهو بالتجاوب طوعاً، مع عدم استبعاد تصعيد الضغوط مستقبلاً إذا ثبت فشل هذا المسار.
وأضافت أن الحكومة الإسرائيلية تواجه استحقاقاً سياسياً مهماً مع انتهاء الدورة التشريعية الصيفية في أغسطس المقبل، إذ إن أي اتفاق قد يؤدي إلى تفكك الائتلاف وإجراء انتخابات مبكرة ما لم ينجح نتنياهو في تجاوز تلك المرحلة.
وأوضحت “الأخبار” أن نتنياهو يراهن على كسب الوقت واحتواء الانشقاقات داخل حكومته، وقد يكرر تكتيكه السابق بالموافقة على اتفاق مؤقت تحت الضغط ثم التراجع عنه لاحقاً. وتُرجّح الصحيفة أن يتم التوصل إلى هدنة مؤقتة، ما تزال مدتها وتفاصيلها قيد التفاوض، دون أن تكون بالضرورة تمهيداً فعلياً لإنهاء الحرب في غزة.