هآرتس تصفها بالخيانة .. الصحف العبرية تتساءل عن مفاجأة ترامب القادمة

قالت صحيفة الشرق الأوسط، اليوم الخميس 8 مايو 2025، إن أوساطًا سياسية وإعلامية في إسرائيل والمنطقة تتابع باهتمام بالغ دلالات تصريح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن “أخبار كبيرة وإيجابية” سيعلن عنها خلال زيارته المرتقبة إلى المنطقة الأسبوع المقبل.
وأوضحت الصحيفة أن هآرتس العبرية خصصت افتتاحيتها لانتقاد ما وصفته بـ”خيانة وسائل الإعلام الإسرائيلية لوظيفتها الصحفية”، بسبب تعمّدها حجب الحقيقة حول المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
أما يديعوت أحرونوت فقد حملت صفحتها الأولى عنوان “سياسة المفاجآت”، مشيرة إلى تصاعد الإحباط داخل إسرائيل من خطوات ترامب الأخيرة، أبرزها تراجع أولويات التطبيع مع السعودية، والانسحاب الأمريكي من سوريا، ووقف إطلاق النار مع الحوثيين، وعودة الاتصالات مع تركيا، إضافة إلى تلاشي خطة تهجير الفلسطينيين من غزة.
وترى الصحيفة أن ترامب يُعيد التأكيد على سياسة “أمريكا أولاً”، تاركًا إسرائيل خلف الركب، ما يفرض على تل أبيب، بحسب الصحيفة، السعي لمواءمة مصالحها مع السياسة الأمريكية الجديدة.
وتُضيف يديعوت أحرونوت أن هناك قلقًا داخل المؤسسة الإسرائيلية من ضغوط عدد من قيادات الحزب الجمهوري لدفع ترامب نحو الابتعاد عن حرب إسرائيل متعددة الجبهات.
وكان ترامب قد لمح إلى “بشرى متعلقة بغزة”، ما أثار تساؤلات حول فحواها، وهل تتعلق باتفاق جديد مع حركة حماس، أو بمبادرة أمريكية-إسرائيلية لإدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع المحاصر.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمريكية أن ترامب لا يعتزم توقيع اتفاق مع إيران، بل يبحث عن حلول بديلة، فيما رجّح المحلل العسكري في هآرتس، عاموس هارئيل، احتمال إعلان اتفاق جديد مع طهران شبيه باتفاق 2015، وهو ما قد يضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موقف محرج.
في المقابل، تساءلت الإذاعة العبرية الرسمية عن طبيعة “الأخبار الإيجابية” التي تحدث عنها ترامب: هل هي مساعدات إنسانية لغزة لتخفيف الضغط عن الدول العربية قبل زيارته؟ أم صفقة مع حماس؟ واستذكرت تصريحه الأخير: “هناك مساعٍ مهمة بشأن غزة، وستعرفون التفاصيل قريبًا”.
من جهته، علّق وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، بالقول: “يُمنع إدخال أي طعام إلى غزة، لأنه يخدم حماس”، مضيفًا: “إدخال المساعدات خطأ جسيم، ولم نحاول جديًا تحذير ترامب من خطرها على جنودنا”.
تجاهل إعلامي للمجزرة و”هآرتس” تكسر الصمت
بينما تنشغل وسائل الإعلام العبرية بتصريحات ترامب وتطورات السياسة، تواصل تجاهل المجازر في غزة، إذ سلطت صحيفة هآرتس الضوء على ما وصفته بـ”المذبحة التي يحاول الجميع طمسها”، والتي أودت أمس بحياة أكثر من 100 فلسطيني، بينهم عشرات الأطفال والنساء.
في افتتاحيتها بعنوان “لا يجوز صرف النظر”، نشرت الصحيفة صورة لرجل يحمل طفلته التي قتلتها غارة إسرائيلية في مخيم البريج، ووجهت نداءً أخلاقيًا: “نحن الإسرائيليين نرفض رؤية هذه الطفلة، لأننا لا نريد أن نشعر بالذنب… لكن الحقيقة أننا نقتل آلاف الأطفال الفلسطينيين باسم شعورنا بالظلم”.
وذكرت الصحيفة أن تسعة أطفال قُتلوا أمس نتيجة قصف مركز إيواء داخل مدرسة ومسجد، زعم الجيش الإسرائيلي أنهما يحتويان على منشآت تابعة لحماس، مؤكدة أن “الصور المنتشرة على الإنترنت تكشف جثثًا ممزقة لا يمكن إنكارها”.
صرخة ضد الحرب
وحذّرت هآرتس من استمرار إنكار الإعلام الإسرائيلي لحجم المجازر، مشددة: “حتى لو تجاهلنا قتل أكثر من 52 ألفًا، بينهم 18 ألف طفل، فلن يُغيّر ذلك الحقيقة المُرّة: إسرائيل قتلتهم. بأيدينا. ويجب أن نصحو ونقول بصوت عالٍ: كفى للحرب”.
وفي مقالها الأسبوعي، تساءلت الكاتبة الفلسطينية من الداخل، حنين مجادلة، بسخرية موجعة: “هل تحدثتم يومًا مع صديق من غزة لم يأكل منذ أيام؟ لا هو، ولا أطفاله الذين بقوا على قيد الحياة؟”.