أخــبـــــار

هل تحيي زيارة ويتكوف لغزة فرصة التوصل لاتفاق ؟

بعد أسبوع من تعليق مفاوضات التهدئة في غزة، عاد المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى المنطقة، حيث التقى الخميس برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب، في محاولة لإحياء جهود وقف إطلاق النار، تزامناً مع ضغوط دولية متزايدة لإنهاء الحرب المتواصلة منذ قرابة عامين.

الزيارة جاءت عقب مشاورات مصرية أميركية، شددت فيها القاهرة على ضرورة التوصل لاتفاق دائم. ويتزامن ذلك مع تقارير متضاربة حول موقف حركة “حماس”، إذ ترفض استئناف المفاوضات قبل تحسين الوضع الإنساني في القطاع، حسب ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية.

وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية أشارت إلى أن زيارة ويتكوف تهدف للضغط على تل أبيب لإبرام صفقة تبادل، فيما لم تصدر “حماس” أي تعليق على الرد الإسرائيلي الذي قُدِّم للوسطاء بعد مغادرة وفد الحركة من الدوحة إلى تركيا.

من جهته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن “السبيل الأسرع لإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة هو استسلام حماس وإطلاق سراح الرهائن”، مؤكداً أنه بانتظار تقرير ويتكوف حول الأوضاع.

ويترافق الحراك الأميركي مع تحركات مصرية نشطة، حيث بحث وزير الخارجية بدر عبد العاطي في واشنطن مع ويتكوف سبل تثبيت وقف إطلاق النار، ودخول المساعدات دون شروط، إضافة إلى إطلاق سراح الرهائن والأسرى. كما أكد خلال لقاءات مع مسؤولين أميركيين ضرورة وقف الحرب وضمان تدفق الإغاثة للقطاع الذي يواجه “كارثة إنسانية”، وفق وصفه.

وفي ظل هذه التحركات، تتصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل، إذ أعلنت كل من كندا والبرتغال وبريطانيا نيتها الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة، في حال لم تتخذ تل أبيب خطوات ملموسة لوقف الحرب.

ويرى محللون أن زيارة ويتكوف قد تحمل بُعداً مزدوجاً: إما إعادة تحريك مفاوضات التهدئة، أو تنسيق أميركي إسرائيلي لمرحلة تصعيد جديدة، خاصة في ظل حديث متزايد عن خطط بديلة تشمل توسيع العمليات العسكرية أو اغتيال قادة “حماس”.

وفي هذا السياق، حذّر الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، من المبالغة في نتائج الزيارة، مشيراً إلى أن الواقع يشير لاحتمال تنسيق أمني كبير بين واشنطن وتل أبيب قد يغيّر مجرى الأحداث.

من جهته، رأى السفير الفلسطيني السابق بركات الفرا أن على “حماس” اغتنام الفرصة لتجنب تصعيد أوسع، مطالباً الأطراف الدولية بتكثيف الضغط على إسرائيل لتسهيل التوصل لاتفاق حقيقي ومستدام.

زر الذهاب إلى الأعلى