هآرتس: ترامب يتخلى “بهدوء” عن إسرائيل ويُفضّل هذه الدولة كشريك استراتيجي

حذّرت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الجمعة 23 مايو 2025، من تحوّلات عميقة في موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه إسرائيل، معتبرة أن سياساته الأخيرة تعكس تراجعًا تدريجيًا عن الدعم التقليدي الذي لطالما ميز العلاقة بين واشنطن وتل أبيب.
وفي تحليل نشرته الكاتبة رافيت هيخت، رأت الصحيفة أن الإفراج الأخير عن المواطن الأميركي عيدان ألكسندر في صفقة خاصة ومنفردة مع حركة حماس، شكّل أول مؤشر ملموس على هذا التغير.
وأشارت هيخت إلى أن ترامب، ورغم عدم إصداره أي دعوات مباشرة لوقف الحرب أو تهديده بفرض عقوبات مثل حظر السلاح أو التلويح برفع الحماية الأميركية في مجلس الأمن، إلا أن تحركاته تعكس ما وصفته بـ”تخلي هادئ ومدروس” عن إسرائيل، بالتوازي مع تقارب متزايد مع السعودية التي يبدو أنها باتت الشريك الإقليمي المفضل للإدارة الأميركية.
وأوضحت أن ترامب سحب بلاده بسرعة من الملف المتعلق بجماعة الحوثي، وترك إسرائيل تواجه بمفردها تداعيات الهجمات الصاروخية وتعطيل الملاحة الجوية، وهي تهديدات يُرجح استمرارها طالما استمرت العمليات العسكرية في قطاع غزة.
وأضافت هيخت أن الإدارة الأميركية باتت قريبة من التوصل إلى اتفاق جديد مع إيران، في ظل مؤشرات على تجاهل واضح للمصالح الأمنية الإسرائيلية. كما لفتت إلى تراجع كبير في اهتمام ترامب بملف الأسرى الإسرائيليين، رغم أنه كان يُعد أولوية قصوى في فتراته السابقة، مؤكدة أنه لا يخطط لممارسة أي ضغوط جادة على الحكومة الإسرائيلية بهذا الخصوص.
وختمت الكاتبة تحليلها بتصريح لافت، مشيرة إلى أن شخصية ترامب، الذي “يضع كلامه حيث يضع أمواله”، لم يعد يرى في نفسه طرفًا مسؤولًا عن مصير إسرائيل، ولا يكترث بتقويم سياسات نتنياهو أو توجيه اللوم للمجتمع الإسرائيلي. وبرأيها، فإن إسرائيل لا تحتاج إلى عقوبات صارمة، بل يكفي أن تُترك وحدها تواجه تبعات الحرب، حتى تجد نفسها في حالة “انتحار صامت” من خلال العزلة الدولية واستنزاف القدرات الذاتية.