أيام حاسمة أمام مفاوضات غزة وهذا ما يعتقده الوسطاء

ذكرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية أن الجهود الدبلوماسية تشهد تصاعدًا ملحوظًا لدفع مفاوضات التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس نحو اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، يتضمن أيضًا صفقة لتبادل الأسرى.
وبحسب الصحيفة، فإن القاهرة والدوحة وواشنطن تنشط بالتوازي لدفع هذا المسار، في ظل استمرار تباين المواقف بين الطرفين. إذ تتمسك حماس بمطالبها الأساسية، وعلى رأسها الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، ورفع الحصار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق. في المقابل، تحاول إسرائيل فرض وقائع ميدانية جديدة، تتناقض مع رسائل “المرونة” التي تنقلها عبر الوسطاء.
وأشارت الصحيفة إلى أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تُظهر “استعدادًا شكليًا” لتقديم تنازلات، لكنها على الأرض تواصل تعزيز وجودها العسكري، من خلال فتح محاور جديدة مثل “محور ماغين عوز” الذي يفصل شرق خان يونس عن غربها، إلى جانب مواصلة تنفيذ خطط لإعادة تشكيل الجغرافيا السكانية للقطاع، عبر فرض مناطق عازلة وممرات فصل بين المدن، ومشروع “المدينة الإنسانية” في رفح، الذي يهدف إلى عزل مئات آلاف المدنيين داخل منطقة خيام مغلقة.
وترى الصحيفة أن ما تعتمده إسرائيل هو “مرونة تكتيكية” تسمح بانسحابات مؤقتة دون التزامات دائمة، مع الاحتفاظ بسيطرتها الأمنية في مناطق استراتيجية داخل القطاع.
وفي السياق ذاته، روجت وسائل إعلام إسرائيلية لتقدم كبير في محادثات الدوحة، إذ نقل مراسل قناة “كان”، عميت سيغال، عن قرب التوصل إلى صفقة، وإبلاغ نتنياهو لأعضاء “الكابينت” موافقته على تعديلات في خرائط الانسحاب. كما نقلت “هآرتس” عن مصدر سياسي قوله إن “احتمالات نجاح المفاوضات تفوق فرص فشلها”، فيما ذكرت “يديعوت أحرونوت” أن نتنياهو وافق على “مرونة إضافية” في مسألة الانسحاب، ما يجعل الصفقة “قريبة جدًا”.
وفي تطور آخر، أفادت “القناة 15” العبرية بأن إسرائيل وافقت على الانسحاب من محور موراغ ضمن الخرائط الجديدة، في حين لا يزال الخلاف قائماً حول الوجود العسكري في مدينة رفح. وتُظهر الخرائط المحدثة أن القوات الإسرائيلية ستتموضع على بعد أقل من كيلومترين شمال محور فيلادلفيا، بدلًا من خمسة كيلومترات كما كان في السابق.
وتسعى كل من مصر وقطر، بدعم أميركي غير معلن، إلى تحقيق اختراق نوعي في المفاوضات قبل 27 يوليو الجاري، وهو موعد عطلة الكنيست الإسرائيلي، ما قد يوفّر لنتنياهو فرصة لتمرير الاتفاق دون تهديد مباشر لاستقرار حكومته.
ويرى الوسطاء أن الضغط الأميركي بدأ يُحدث تغييرات محدودة، من أبرزها قبول إسرائيل تعديلات جديدة على خرائط الانسحاب من غزة.