“حشد”: فلسطين تسجّل أسوأ مأساة إنسانية يتعرض لها الأطفال في القرن الحالي
في اليوم العالمي للطفل..

أصدرت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني – حشد بيانًا خاصًا بمناسبة اليوم العالمي للطفل الذي يصادف 20 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، أكدت فيه أن الأطفال في فلسطين يواجهون “أسوأ مأساة إنسانية في القرن الحالي”، في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة وتزايد الانتهاكات في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وقالت الهيئة إن آثار الحرب على غزة خلال عامي 2023–2025 خلّفت واقعًا غير مسبوق على الأطفال، حيث يستمر النزوح والإصابات والإعاقات وانهيار الخدمات الأساسية، في وقت تتأثر فيه حقوق الأطفال الأساسية في الحياة والصحة والتعليم والتنقل الآمن.
حصيلة بشرية غير مسبوقة
وبحسب حشد، فقد أسفر العدوان عن استشهاد 69,483 مدنيًا، بينهم أكثر من 20 ألف طفل، من ضمنهم ما يزيد على 1,000 رضيع، إضافة إلى 170,706 إصابات بينها 70 ألف طفل نصفهم يعانون إعاقات دائمة. كما سُجلت 6,000 حالة بتر بمعدل يومي يتراوح بين 10 و12 حالة، ولا يزال نحو 2,500 طفل من بين 10 آلاف مفقودين تحت الأنقاض.
وأشارت الهيئة إلى محو 2,700 أسرة كاملة من السجل المدني واستهداف 6,000 أسرة أخرى، إضافة إلى تحوّل 56,348 طفلًا إلى أيتام. كما تسببت المجاعة ونقص المساعدات في استشهاد 154 طفلًا، بينما يعاني أكثر من 51,196 طفلًا من سوء تغذية حاد، ويواجه 40 ألف رضيع خطر الموت بسبب نقص الحليب والأمراض المرتبطة بسوء التغذية.
انهيار المنظومة الصحية وارتفاع نسب الأمراض
ووفقًا لمعطيات وزارة الصحة التي أوردتها الهيئة، انخفضت نسبة التطعيمات إلى 80%، بما يشمل توقف المرحلة الرابعة من لقاح شلل الأطفال، إلى جانب حرمان 18 ألف مريض من السفر للعلاج بينهم 5,580 طفلًا، ووفاة أكثر من 900 شخص أثناء انتظار الإجلاء الطبي بسبب إغلاق معبر رفح.
كما وثقت إصابة 82% من الأطفال دون عام واحد بالأنيميا، وظهور 156 حالة تشوّه خلقي منذ بداية الحرب، وانخفاض معدّل المواليد بنسبة 40%.
دمار واسع ونزوح ومعاناة نفسية
وأكدت حشد أن نحو 200 ألف طن من المتفجرات تسببت بتدمير 90% من البنية التحتية في غزة، وإجبار مئات آلاف الأطفال على العيش في خيام وملاجئ مكتظة، ما أدى إلى وفاة 14 طفلًا بسبب البرد والأمراض.
وأشارت إلى أن الأطفال يعانون اضطرابات نفسية حادة، أبرزها السلوك العدواني (93%)، اضطرابات النوم (79%)، الحزن والاكتئاب (86%)، ورفض التعليم (69%)، إلى جانب ارتفاع نسب التسرب المدرسي والزواج المبكر والتسول.
تعطل شبه كامل لقطاع التعليم
ووفق التقرير، حُرم 785 ألف طفل في غزة من التعليم، وتضررت 95% من المدارس، فيما استشهد 13 ألف طالب و800 معلم، ما تسبب في تعطل العملية التعليمية لعامين متتاليين.
انتهاكات مستمرة في الضفة والقدس
ومنذ بدء الحرب، وثّقت الهيئة استشهاد 1,071 فلسطينيًا في الضفة الغربية والقدس، وإصابة ما لا يقل عن 10,000 آخرين، واعتقال 20,000 مواطن بينهم 1,600 طفل، إضافة إلى نزوح 40 ألفًا، واحتجاز جثامين 73 طفلًا.
كما يقبع نحو 350 طفلًا بينهم طفلتان في السجون الإسرائيلية، في ظروف وصفتها الهيئة بأنها “تنتهك المواثيق الدولية”، وتشمل الإهمال الطبي والتعذيب والعزل، إضافة إلى 90 طفلًا معتقلين إداريًا، وأكثر من 1,630 حالة اعتقال لأطفال في الضفة الغربية، إلى جانب أطفال من غزة في ظل الإخفاء القسري ومنع الزيارات.
مطالبات ومناشدات دولية
ودعت الهيئة في ختام بيانها إلى:
1. إلزام إسرائيل باحترام القانون الدولي واتفاقية حقوق الطفل ووقف الانتهاكات بحق الأطفال.
2. توفير حماية دولية للأطفال الفلسطينيين وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.
3. فتح تحقيق شامل من قبل المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات بحق الأطفال.
4. توفير الدعم الاجتماعي والنفسي والإنساني للأطفال، وتأهيل المصابين، وتسريع جهود إعادة التعافي وتقديم الخدمات الأساسية.
5. تحرك دولي واسع لفرض العقوبات والمساءلة لضمان عدم تكرار الجرائم بحق الأطفال والمدنيين الفلسطينيين.







