صحيفة أمريكية : هجوم قطر منح ترامب فرصة لقلب الموازين وإنهاء حرب غزة

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، اليوم الأحد، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاره ستيف ويتكوف تمكّنا من تحويل الأزمة التي تسببت بها الضربة الإسرائيلية في الدوحة الشهر الماضي إلى فرصة سياسية أدّت في نهاية المطاف إلى بلورة صفقة لإنهاء الحرب في غزة.
وبحسب التقرير، فإن ترامب وويتكوف خشيا بدايةً من انهيار جهود الوساطة الأميركية بعد الغارة التي استهدفت هدفاً لحركة حماس في العاصمة القطرية، والتي أثارت غضب الدوحة. إلا أن الهجوم، وفق الصحيفة، منح ترامب ورقة ضغط جديدة على كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقيادة حماس، بعدما اعتُبر الطرفان عبئاً على الدولة الوسيطة قطر.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأسابيع التي تلت الهجوم شهدت اتصالات دبلوماسية مكثفة بين مسؤولين من إسرائيل وقطر والسعودية، بإشراف ويتكوف وصهر ترامب جاريد كوشنر والوزير الإسرائيلي رون ديرمر. وذكرت أن اللقاءات كانت “أحياناً متوترة”، خصوصاً بعد أن أعرب ويتكوف عن امتعاضه من عدم إبلاغه مسبقاً بالهجوم في قطر، قائلاً لديرمر: “هذا ليس تصرف الأصدقاء”.
وأضاف التقرير أن ترامب أبدى غضباً شديداً من نتنياهو، مستخدماً ألفاظاً حادة خلال محادثة مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ومستشاريه، احتجاجاً على العملية التي كادت أن تُفشل جهود الوساطة.
في أعقاب الأزمة، قطعت قطر اتصالاتها الاستخباراتية مع إسرائيل وطالبت باعتذار رسمي، قبل أن يُبادر رئيس وزرائها بزيارة واشنطن ولقاء ترامب وويتكوف. وخلال اللقاء، وعد ترامب الدوحة بأن الولايات المتحدة لم تكن ضالعة في العملية، وأنها ستعمل على منع تكرارها.
لاحقاً، اقترحت قطر أن يستضيف ترامب اجتماعاً لزعماء عرب ومسلمين على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، لبحث خطة سلام شاملة لغزة. ووافق ترامب سريعاً، مؤكداً لمستشاريه أن الهدف هو “إنهاء الحرب دفعة واحدة — لا اتفاقات جزئية، ولا مزيد من القتال أو الأسرى، وبدء إعادة إعمار غزة”.
ووفق الصحيفة، تحوّل ترامب إلى محور لعبة سياسية معقّدة بين الأطراف كافة: نتنياهو رفض الإشارة إلى دولة فلسطينية، حماس رفضت نزع سلاحها، والدول العربية طالبت بضمانات حقيقية لإنهاء الاحتلال. ومع ذلك، مضى ترامب قدماً بالخطة، مستنداً إلى موافقات علنية غير مشروطة من الأطراف المعنية.
وأفادت وول ستريت جورنال بأن اجتماع ترامب مع القادة العرب في 23 سبتمبر شهد ترحيباً عاماً بالخطة الأميركية، بعد أن تم تبسيطها إلى عشر نقاط أساسية على يد ويتكوف، شملت وقف الحرب، إطلاق الأسرى، ودور عربي في إعادة إعمار غزة. وقد طالبت قطر بإنهاء الحرب وإقامة دولة فلسطينية، بينما شددت مصر على ضرورة إشراك السلطة الفلسطينية في إدارة القطاع.
وفي المقابل، ضغطت إسرائيل لتعديل معظم البنود العربية، ما أدى إلى حذف الإشارات المباشرة إلى الدولة الفلسطينية، وهو ما أثار استياء القادة العرب لاحقاً. ومع ذلك، قررت الدول الإسلامية إعلان دعمها العلني للخطة، مع التشديد على ضرورة انسحاب إسرائيل الكامل من غزة.
وختم التقرير بالإشارة إلى أن ترامب عرض على نتنياهو تقديم اعتذار رسمي لقطر، معتبراً أن “الاعتذارات مفيدة للروح”، فيما قال مصدر أميركي إن الرئيس مستعد للسماح باستمرار المفاوضات لفترة أطول رغم إصراره العلني على سرعة التوصل لاتفاق.







