أخــبـــــار

صحيفة تكشف عن دور توني بلير في “إدارة غزة” بعد الحرب

كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير يسعى لتولي دور محوري في إدارة شؤون قطاع غزة بعد الحرب، ضمن خطة سلام تعمل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على بلورتها.

وبحسب الصحيفة، طُرح اسم بلير لرئاسة مجلس إشرافي تحت مسمى “السلطة الانتقالية الدولية لغزة” (Gita)، وهي هيئة مقترحة لإدارة القطاع لفترة مؤقتة. وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أن “معهد توني بلير” شارك في إعداد مقترحات لما بعد الحرب في غزة، مؤكداً أن مشاوراته لم تتضمن أي حديث عن ترحيل قسري للفلسطينيين.

دعم أميركي ومقترح بخمس سنوات

وفي السياق ذاته، نقلت الغارديان البريطانية عن وسائل إعلام إسرائيلية أن البيت الأبيض يدعم تعيين بلير على رأس إدارة انتقالية لقطاع غزة، تبدأ دون مشاركة مباشرة للسلطة الفلسطينية.

وتشير التقارير إلى أن بلير سيقود مجلساً من سبعة أعضاء يشرف على سلطة تنفيذية تدير شؤون القطاع لمدة تصل إلى خمس سنوات، على غرار التجارب الدولية في تيمور الشرقية وكوسوفو. وتُخطط الخطة لأن يكون مقر “Gita” في البداية بمدينة العريش المصرية، قبل أن تنتقل إلى داخل غزة برفقة قوة متعددة الجنسيات ذات تفويض أممي، معظم عناصرها من الدول العربية.

توحيد الأراضي الفلسطينية

ينص المقترح على أن الهدف النهائي هو توحيد جميع الأراضي الفلسطينية تحت مظلة السلطة الفلسطينية، دون إجبار السكان على مغادرة أراضيهم، بخلاف ما كان يُخشى في مقترحات أميركية سابقة عُرفت باسم “ريفييرا غزة”.

لكن أي دور لبلير يُتوقع أن يثير جدلاً واسعاً، إذ يعتبره كثير من الفلسطينيين شخصية منحازة ويحمّلونه مسؤولية تعطيل جهودهم لإقامة الدولة، فضلاً عن دوره في دعم غزو العراق عام 2003.

تباين في المواقف

بعض الدبلوماسيين الغربيين أوضحوا أن تعيين بلير ليس محسوماً، وقد يكون لفترة أقصر لا تتجاوز عامين، وربطوا ذلك بخطة “اليوم التالي” الأميركية في غزة التي ما زالت قيد النقاش وترتبط بوقف إطلاق النار والتفاهمات حول ملف الأسرى.

في المقابل، كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد دعمت قبل أيام خطة بديلة تعرف بـ”إعلان نيويورك”، تدعو إلى إدارة تكنوقراطية للقطاع لمدة عام واحد فقط، على أن تنتقل السلطة بعدها إلى سلطة فلسطينية مُصلحة عبر انتخابات ورئيس جديد ودستور معدل.

حل وسط ومحاولات تنسيق

البيت الأبيض يرى في الخطة الجديدة حلاً وسطاً بين مقترح ترامب الأول بأن تسيطر الولايات المتحدة وإسرائيل مباشرة على غزة، وبين “إعلان نيويورك” الذي أيدته أكثر من 140 دولة.

وعرض ترامب نسخة من خطته في اجتماع مع عدد من القادة العرب والمسلمين في نيويورك، بينهم أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، حيث قال ترامب إن اللقاء كان “ناجحاً” وإن الأطراف باتت قريبة من التوصل إلى اتفاق.

اجتماع سابق مع بلير وكوشنر

وكان موقع أكسيوس الأميركي قد كشف في أغسطس/آب الماضي أن ترامب عقد اجتماعاً ضم صهره جاريد كوشنر وتوني بلير والمسؤول الإسرائيلي رون ديرمر، لمناقشة مستقبل غزة. وخلال اللقاء أكد ديرمر أن إسرائيل لا ترغب في احتلال القطاع طويلاً، لكنها تحتاج إلى بديل عن حكم حركة حماس.

وحصل بلير وكوشنر آنذاك على ضوء أخضر من ترامب لمواصلة العمل على تطوير الخطة، التي ما زالت تثير انقساماً وجدلاً داخلياً وإقليمياً.

زر الذهاب إلى الأعلى