صحيفة : حماس تتمسك بـ” اتفاق شامل” وإسرائيل تلوح بهذا الأمر

أفادت مصادر مطلعة على مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، في تصريحات لـ”الشرق”، بأن مباحثات أجراها مسؤولون مصريون وقطريون مع وفد حركة “حماس” في الدوحة لم تسفر عن أي تقدم يُذكر في ملف التهدئة، وذلك في ظل اشتداد المواجهات بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي الحركة في جنوب القطاع.
ووفق أحد المصدرين، فقد عُقدت الاجتماعات يومي الأربعاء والخميس، قبل مغادرة الوفد المصري الدوحة عائداً إلى القاهرة، وسط تقديرات بعدم حدوث اختراق قبل زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل، تشمل السعودية وقطر والإمارات.
وقال المصدر: “الجولة لم تحقق أي نتائج فعلية، لكنها لم تُنهِ الحوار، إذ ما تزال الاتصالات جارية”. من جانبه، أكد مصدر آخر مقرب من “حماس” أن الحركة رفضت أي مقترحات لا تشمل اتفاقاً شاملاً يتضمن وقفاً كاملاً للحرب، وانسحاباً إسرائيلياً من غزة، وإدخال المساعدات، وإجراء صفقة تبادل أسرى.
وأشار إلى أن الطروحات الحالية تتلخص في عرض إسرائيلي يقضي بالإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء مقابل هدنة قابلة للتمديد، وإدخال مساعدات إنسانية، وإطلاق سراح عدد محدود من الأسرى الفلسطينيين، دون أي التزام بوقف الحرب أو الانسحاب من القطاع، وهو ما ترفضه “حماس”.
في المقابل، شدد وفد الحركة على تمسكه بصفقة شاملة تضمن الإفراج الكامل عن الأسرى الإسرائيليين مقابل عدد يتم التوافق عليه من الفلسطينيين، إلى جانب الانسحاب الكامل من القطاع ووقف دائم للعمليات العسكرية، وهو ما ترفضه إسرائيل، التي تصر على اتفاق مرحلي دون ضمانات لوقف الحرب.
وتأتي هذه التطورات بينما صعّدت إسرائيل تهديداتها بتوسيع عمليتها البرية في غزة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل زيارة ترامب. وقال مبعوثه ستيف ويتكوف إن واشنطن تواصل جهود الوساطة بالتنسيق مع قطر ومصر وإسرائيل، مؤكداً أن ترامب يسعى لإتمام صفقة تبادل شاملة، معتبراً أن “استعادة الرهائن أولوية قصوى”.
من جهة أخرى، قالت “حماس” إن قواتها تواصل تنفيذ عمليات عسكرية ضد الجيش الإسرائيلي، وأعلنت عن كمين استهدف قوة إسرائيلية شرق رفح، أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود. وفي بيان للجيش الإسرائيلي الجمعة، أكد مقتل جنديين وإصابة أربعة بجروح خطيرة خلال معارك في جنوب القطاع.
ويأتي ذلك بينما يستمر الغموض حول عدد الأسرى الأحياء لدى “حماس”، إذ أعلن منسق شؤون الأسرى والمفقودين الإسرائيليين، جال هيرش، أن الحركة تحتجز 59 إسرائيلياً، بينهم 24 على قيد الحياة، في حين قال ترامب إن عدد الأحياء انخفض إلى 21، ما أثار قلقاً لدى عائلاتهم، التي طالبت بوقف الحرب حتى يتم تحريرهم.