أخــبـــــار

صحيفة فرنسية : المرحلة الأولى من خطة ترامب لغزة تترك إسرائيل في هذا الوضع

نشرت صحيفة”لوموند” الفرنسية مقالًا للكاتب آلان فراشون تحت عنوان: “المرحلة الأولى من خطة دونالد ترامب لغزة تُعدّ نجاحًا، لكنها تترك إسرائيل قوية ومعزولة في آنٍ واحد”.
يرى فراشون أن عامين من الحرب منحا إسرائيل تفوقًا عسكريًا غير مسبوق، لكن في المقابل دمّرا صورتها عالميًا، حتى لدى حلفائها التقليديين في الغرب.

وأوضح الكاتب أن الخطة الأمريكية التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب، والتي تضم 20 بندًا لإعادة هيكلة الوضع في غزة، حققت أولى نتائجها يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول بالإفراج عن آخر الرهائن الإسرائيليين ووقف الهجوم على مدينة غزة، مع فتح المجال أمام وصول مساعدات إنسانية إضافية.
ورغم أن هذه المرحلة تعد “نجاحًا أوليًا”، فإنها تكشف أيضًا عن عزلة إسرائيل السياسية، بحسب ما جاء في المقال.

وأشار فراشون إلى أن تحقيق هذه النتيجة تطلّب “اصطفافًا سياسيًا ودبلوماسيًا نادرًا”، إذ نجحت إدارة ترامب – بحسب وصفه – في كسب ثقة أطراف متناقضة: إسرائيل و”حماس” وقطر وتركيا والسلطة الفلسطينية والسعودية ومصر والإمارات، وهو ما وصفه المعلق الأمريكي توماس فريدمان في نيويورك تايمز بأنه “إنجاز دبلوماسي معجزة”.

لكن الكاتب حذّر من الانخداع بخطاب ترامب “الاحتفالي”، مؤكدًا أن وقف إطلاق النار لا يعني تحقيق السلام، وأن الطريق إلى تسوية حقيقية لا يزال طويلًا، إذ تتطلب المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية معالجة قضايا جوهرية مثل مستقبل الحكم في غزة ونزع سلاح الفصائل الفلسطينية.

وأضاف فراشون أن الحرب المستمرة لعامين أضعفت جميع خصوم إسرائيل الإقليميين، من “حماس” إلى “حزب الله” والميليشيات الموالية لإيران، لكنها في الوقت نفسه أضعفت إسرائيل أخلاقيًا وإنسانيًا بسبب حجم الدمار الذي خلّفته في غزة.
وأشار إلى أن حصيلة القتلى التي تجاوزت 67 ألف شهيد معظمهم مدنيون، جعلت من القطاع “أرضًا غير قابلة للحياة” وأثارت تساؤلات حول كيفية ضمان أمن إسرائيل في ظل وجود “جزيرة بؤس” على حدودها الجنوبية.

وأكد الكاتب أن صورة إسرائيل “انهارت كما لم يحدث من قبل”، موضحًا أن استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة أظهرت لأول مرة أن غالبية الأمريكيين يتعاطفون مع الفلسطينيين أكثر من إسرائيل، فيما ارتفعت موجة الغضب في أوروبا، حيث لوّح الاتحاد الأوروبي بإمكانية فرض عقوبات على تل أبيب.

كما أشار إلى أن دولًا صديقة كـ فرنسا والمملكة المتحدة بادرت إلى الاعتراف الرمزي بدولة فلسطينية، ما زاد من عزلة إسرائيل داخل المجتمع الدولي، ودفعت هذه التطورات الرئيس ترامب لممارسة ضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقبول بخطته للسلام.

ويرى فراشون أن استمرار أي دعم عربي لتنفيذ الخطة الأمريكية مرهون بشرطين أساسيين: تعزيز دور السلطة الفلسطينية ووقف الاستيطان في الضفة الغربية، وهما بندان لم تشر إليهما الوثيقة الأمريكية صراحة رغم صياغتها “الغامضة البنّاءة”، على حد وصفه.

واختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن الخطة الأمريكية، رغم نجاحها الأولي في تحقيق هدنة، لا تمثّل بعدُ سلامًا حقيقيًا، بل بداية طريق طويل نحو تسوية ما زالت “قضية لا تنتهي أبدًا” في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

زر الذهاب إلى الأعلى