أخــبـــــار

ما هي خطة نتنياهو لتوسيع الحرب على قطاع غزة

في ظل الجمود الذي يحيط بجهود استئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال الأسابيع الأخيرة، تشير التقارير إلى أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تتجه نحو تصعيد جديد، بعدما حسمت موقفها برفض التهدئة دون نزع سلاح حركة “حماس”، التي تواصل تمسكها بالتوصل إلى اتفاق يفضي إلى وقف شامل للحرب، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.

وفي تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، تساءلت الصحيفة عن الخيارات المتاحة أمام إسرائيل لتوسيع عملياتها العسكرية، في ظل عدم تحقيق أبرز هدفين للحرب المستمرة منذ أكثر من 18 شهراً، وهما القضاء على “حماس” وتحرير الرهائن. ولفتت الصحيفة إلى أن رغم مقتل عدد من قادة الحركة، إلا أن الأخيرة ما زالت تخوض حرب استنزاف وتجنّد مقاتلين جدد، ويُعتقد أنها تحتجز 24 رهينة على قيد الحياة، إلى جانب جثامين العشرات.

وفي سياق الاستعدادات لتصعيد محتمل، أفادت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي سيشرع في تنفيذ عمليات عسكرية جديدة تتضمن احتلال مساحات في غزة وإجلاء السكان من شمال ووسط القطاع، مع اعتماد نموذج العزل الذي فُرض على رفح، وتوسيعه إلى مناطق أخرى.

ووفق القناة الإسرائيلية “13”، فقد قدّم رئيس الأركان إيال زامير خطة موسعة إلى نتنياهو تتضمن استدعاء عشرات آلاف من جنود الاحتياط، وهي المرة الخامسة التي يُستدعى فيها الاحتياط منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023. وتشير التقارير إلى أن وحدات من الاحتياط ستُنشر على جبهات لبنان وسوريا والضفة الغربية بدلاً من القوات النظامية التي ستشارك في العمليات المرتقبة بغزة.

ونقلت معاريف عن مصادر عسكرية أن الاحتلال لا يخطط لاجتياح كامل للقطاع في هذه المرحلة، بل يسعى لتوسيع السيطرة على مناطق إضافية، بينما حذرت مصادر عسكرية عبر القناة “13” من أن “حماس لن تجد طريقاً للعودة إذا مضت العملية في التوسع”.

وربطت نيويورك تايمز بين هذه التحركات وخطط محتملة لتغيير التكتيكات العسكرية بهدف الضغط على “حماس” لقبول شروط إسرائيل، لكنها شككت في فعالية هذه الاستراتيجية، مشيرة إلى صمود “حماس” رغم عام ونصف من القصف والهجمات البرية.

وفي الوقت الذي أعيد فيه استئناف الهجمات الإسرائيلية في 18 مارس الماضي بعد هدنة مؤقتة، فإن القوات البرية أبطأت تقدمها رغم استمرار القصف الجوي المكثف.

وفي مقابل التصعيد، يزداد القلق داخل إسرائيل من تأثير ذلك على حياة الرهائن، إذ عبّرت عائلاتهم عن خشيتها من أن تؤدي العمليات العسكرية إلى مقتل أحبائهم، وحشدوا مظاهرات للضغط على الحكومة لإبرام صفقة تبادل جديدة مع “حماس”. وقد بدأت بعض الأصوات في الداخل الإسرائيلي بالمطالبة بإسقاط حكومة نتنياهو، متهمة إياها بالتفريط بمصير الرهائن مقابل مصالح سياسية.

من جهتها، حذّرت صحيفة يديعوت أحرونوت من تداعيات متوقعة داخل الجيش نفسه، خصوصاً مع تكرار استدعاء الاحتياط، حيث أبدى بعضهم تذمراً من إدارة الحرب، فيما وقّعت مجموعات من ضباط سلاح الجو والمتقاعدين رسالة علنية تدعو إلى اتفاق مع “حماس” يعيد الرهائن ولو تطلب الأمر وقف الحرب.

وبينما يرى مراقبون أن هذه الاستعدادات قد تكون مقدمة لهجوم واسع النطاق سيرفع من حجم الخسائر البشرية، يعتقد آخرون أنها مجرد أداة ضغط إضافية على “حماس” قبل زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب المرتقبة للمنطقة منتصف مايو الجاري.

زر الذهاب إلى الأعلى