
ذكرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أن أحد الدوافع الرئيسية وراء توقيت الهجوم الذي نفذته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، كان محاولة داخلية للإطاحة بقائد الحركة في قطاع غزة، يحيى السنوار، وتعيين شخصية بديلة من أصول تركية مكانه.
ونقلت الصحيفة عن الباحث المصري المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، ماهر فرغلي، قوله إن معلومات وردت من مصادر مطلعة داخل الحركة تفيد بأن خلافات حادة سبقت الهجوم، تمثلت في سعي بعض الجهات داخل حماس لتقليص صلاحيات السنوار وحصر دوره في القيادة العسكرية فقط.
وبحسب التقرير، فإن السنوار أدرك محاولات عزله، وصرّح للمقربين منه قائلاً: “لن أُسلّم غزة إلا وهي ركام”، ما دفعه، وفق الرواية الإسرائيلية، إلى التعجيل بتنفيذ الهجوم قبل وصول من كان يُفترض أن يخلفه في القيادة.
وتعزز هذه المزاعم، وفقاً لـ”معاريف”، وثائق عثرت عليها الاستخبارات الإسرائيلية عقب اغتيال محمد السنوار، شقيق يحيى السنوار، داخل أحد مقرات قيادة حماس. ومن بين هذه الوثائق رسالة مفصّلة كتبها قادة الحركة الثلاثة: محمد الضيف، يحيى السنوار، ومروان عيسى، ووجهوها إلى حسن نصر الله، زعيم حزب الله، وسعيد إيزادي، قائد “فيلق فلسطين” في الحرس الثوري الإيراني.
وتضمنت الرسالة شرحاً للأسباب الاستراتيجية للهجوم، وسياق العلاقات بين حماس كحركة سنية من جهة، وبين إيران وحزب الله كحلفاء شيعة ضمن ما يُعرف بمحور المقاومة. كما احتوت الرسالة على اعتذار رسمي لقيادة حزب الله عن عدم التنسيق المسبق بشأن موعد العملية، مبررة ذلك بقدرات إسرائيل الاستخباراتية التي حالت دون الكشف المبكر عن الخطة.
ووفق الصحيفة، فإن الرسالة شكلت ما يشبه “أمر العمليات” الرسمي لبدء الهجوم، حيث أُرسلت تزامنًا مع انطلاق العملية أو بعد بدئها بفترة وجيزة، وتضمنت تصورًا مشتركًا لما أسمته حماس بـ”خطة تدمير الكيان الصهيوني”.
وترى الأوساط الأمنية الإسرائيلية أن هذه الوثائق تكشف عن البعد العقائدي والتخطيطي للهجوم، كما تبرز الخلافات الداخلية داخل حماس، التي ربما ساهمت في تسريع قرار الحرب دون تنسيق شامل مع بقية أطراف محور المقاومة، وهو ما اعتُبر – حسب التحليل الإسرائيلي – خطأً استراتيجياً كبيرًا.