يأس وصدمة وانتقادات علنية – تصاعد الغضب الداخلي في إسرائيل من حرب غزة

تواجه الحكومة الإسرائيلية موجة من الغضب والانتقادات الداخلية، مع دخول الحرب في قطاع غزة مرحلة جديدة من التصعيد العسكري، وازدياد الضغوط الشعبية والدولية لإنهائها.
وأثار السياسي اليساري والنائب السابق لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي، يائير غولان، جدلاً واسعاً الإثنين، بعدما حذر من أن “إسرائيل قد تصبح دولة منبوذة على الساحة الدولية كما حدث مع جنوب أفريقيا في السابق، إذا لم تعد إلى التصرف كدولة عاقلة”، مؤكداً في تصريح لهيئة البث الإسرائيلية أن “الدولة العاقلة لا تهاجم المدنيين، ولا تقتل الأطفال، ولا تسعى لتهجير السكان”.
وردّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باتهام غولان بـ”التحريض ضد الجيش والدولة”، معتبراً تصريحاته “افتراءات خطيرة”.
لكن وزير الجيش الإسرائيلي الأسبق موشيه يعالون ذهب إلى أبعد من ذلك، إذ كتب على منصة “إكس”: “قتل الفلسطينيين ليس مجرد هواية، بل هو سياسة حكومية تهدف إلى التشبث بالسلطة، وهي تقود إسرائيل إلى الهاوية”.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه غزة دماراً واسع النطاق، بعد أشهر من الحرب، رغم إعلان إسرائيل مؤخراً إنهاء الحصار الذي استمر 11 أسبوعاً. إلا أن كمية المساعدات الإنسانية التي سُمح بدخولها لا تزال محدودة جداً.
ووفقاً لاستطلاع أجرته القناة 12 العبرية، فإن 61% من الإسرائيليين يؤيدون إنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن، بينما يدعم 25% فقط استمرار العمليات العسكرية وتوسيعها داخل غزة.
احتجاجات في الداخل الإسرائيلي
شهدت بلدة سديروت القريبة من غزة، الأحد الماضي، مسيرة احتجاجية شارك فيها نحو 500 شخص، بعضهم ارتدى قمصاناً كُتب عليها “أوقفوا الفظائع في غزة”، رافعين صور أطفال فلسطينيين قُتلوا في الغارات. ونُظمت المظاهرة من قبل حركة “نقف معاً”، التي تضم نشطاء يهوداً وعرباً، وتعبر عن معارضة متزايدة للحرب داخل المجتمع الإسرائيلي.
وقامت الشرطة باعتقال قائد الحركة ألون لي غرين، إلى جانب 8 متظاهرين آخرين بعد محاولتهم إغلاق طريق في المنطقة.
وقال غرين في تصريحات لـ”بي بي سي”: “من الواضح أن هناك تحوّلاً في الرأي العام… عدد متزايد من الإسرائيليين بدأ يتخذ موقفاً علنياً ضد استمرار القتال”.
وأكد ناشط آخر في الحركة، أوري فيلتمان، أن استمرار الحرب “لا يشكل تهديداً للفلسطينيين فقط، بل أيضاً للجنود والرهائن، ويعرض حياة الجميع للخطر”.
رسائل من جنود الاحتياط
وكان الآلاف من جنود الاحتياط من مختلف فروع الجيش الإسرائيلي قد وقعوا الشهر الماضي على رسائل تطالب الحكومة بوقف الحرب، والتركيز على إبرام اتفاق لاستعادة الرهائن المتبقين في غزة.
مواقف دولية أكثر انتقاداً
دولياً، أبدت دول مثل بريطانيا وفرنسا وكندا – التي لطالما دعمت حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها – قلقاً متزايداً من الأعداد الكبيرة للضحايا المدنيين، ومن استمرار الحصار المفروض على غزة، وسط تحذيرات من خطر المجاعة.