مفاوضات أم تصعيد عسكري؟ – لحظات حاسمة نتنظر غزة

قال موقع “والا” العبري، صباح الأحد 13 يوليو 2025، إن مفاوضات صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس دخلت مرحلة حرجة، وسط تحذيرات من مصادر سياسية إسرائيلية من أن فشل المحادثات قد يدفع الجيش الإسرائيلي لتنفيذ مناورة عسكرية واسعة في قلب مدينة غزة.
وأوضح الموقع أن أجهزة الأمن الإسرائيلية ومصادر سياسية نقلت رسائل “إيجابية جدًا” بشأن تقدم في المفاوضات، إلا أن أي اختراق ملموس لم يتحقق حتى الآن. ورغم إبداء الطرفين رغبة في التوصل إلى اتفاق، إلا أن خلافات ما زالت قائمة، وقد تُحسم خلال الساعات المقبلة بضغط من الوسطاء.
ونقلت مصادر إسرائيلية عن القيادة السياسية قولها إنها لن تنتظر طويلاً، وفي حال تعثرت المفاوضات، فإنها ستعمد إلى زيادة الضغط العسكري على حركة حماس، عبر خطة تتضمن نقل السكان جنوب القطاع، وتطويق مناطق مركزية مثل دير البلح والمخيمات، بهدف عزل مناطق القتال وتوسيع نطاق المواجهة.
كما أشار مصدر أمني إسرائيلي رفيع إلى أن “المقاهي والمطاعم والمتاجر لا تزال تعمل في غزة رغم شهور القتال، وإذا قررت إسرائيل إخلاء المدينة، فسيكون ذلك تطورًا دراماتيكيًا في نظر حماس”، بحسب تعبيره.
خطة ميدانية متعددة المحاور
وذكر الموقع أن الخطط العسكرية الإسرائيلية ترتكز على خمسة محاور رئيسية للضغط: محور فيلادلفيا، موراج، نتساريم، منطقة كاريرا، إلى جانب جباليا وبيت لاهيا شمال القطاع. وتركز الاستراتيجية على تنفيذ العمليات على مراحل، دون الالتزام بتوقيت رسمي، بهدف تقليل الخسائر والاستفادة من عنصر المفاجأة.
وفي بيت حانون، تخوض قوات الاحتلال معارك عنيفة ضد كتيبة تابعة لحماس، تتحصن في شبكة من الأنفاق. وتعتبر المؤسسة العسكرية الإسرائيلية القضاء على هذه الكتيبة بمثابة أولوية استراتيجية لحماية الحدود ومحيط مدينة سديروت. ووفق تقديرات إسرائيلية، فإن استهداف قائد الكتيبة سيشكل ضربة معنوية كبيرة لحماس.
وزير الجيش الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، كشف بدوره عن حجم الدمار الواسع في بيت حانون نتيجة العمليات الهندسية المكثفة لتدمير الأنفاق والبنى التحتية العسكرية التابعة لحماس.
معارك عنيفة شمال وجنوب القطاع
وفي جباليا، يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته في أربعة محاور رئيسية هي المدينة، النزلة، القرية، والمخيم، وسط قتال مستمر منذ أكثر من أسبوع ضد عناصر حماس الذين يتحصنون بين المباني السكنية وفوق وتحت الأرض.
واعتبر الموقع أن السيطرة على جباليا ضرورية للوصول إلى قلب مدينة غزة وإغلاق المحاور الشمالية، بالتوازي مع العمليات الجارية في بيت لاهيا وبيت حانون.
وفي الجنوب، تستخدم القوات الإسرائيلية أسلوب “الكماشة” لعزل مقاتلي حماس في مناطق محددة وإنهاكهم ميدانيًا، بالتزامن مع عمليات هندسية واسعة لرصد وتفجير الأنفاق، ما يدفع بالمقاتلين إلى سطح الأرض ويجعلهم أهدافًا مباشرة للهجمات الجوية والبرية.
وفي السياق ذاته، كثف سلاح الجو الإسرائيلي غاراته الجوية خلال الأيام الماضية على مواقع في دير البلح، حي الزيتون، مناطق في مدينة غزة، المعاصي جنوب القطاع، ومدينة خان يونس، في محاولة لإضعاف القدرات القتالية لحماس قبل أي تصعيد بري جديد.