مساعدات كاذبة .. ودعم غير حقيقي

ناهض زقوت
كل اليوم أقرأ تقرير مؤسسة غزة الإنسانية التي توزع حسب تقريرها أكثر من مليون وجبة أو كرتونة غذائية. عندي شكوك كبيرة في صحة هذه التقارير، فهي ليست أكثر من مادة تسويق إعلامية.
لأن الحقيقة أنني ومعي الآلاف من أهل غزة لم يحصلوا على كرتونة واحدة من هذه الملايين المذكورة في التقدير، وبذلك يفقد التقرير مصداقيته.
ليس لدينا استعداد للذهاب للحصول على مساعدة أمام فوهة النار المنطلقة عند مراكز التوزيع.
كذلك كل يوم تدخل مساعدات مصرية إماراتية قطرية كويتية وسعودية واردنية، بالإضافة إلى مساعدات الفارس الشهم.
للأمانة لم نحصل على أية مساعدة منها، نحن نقرأ الارقام دون أن نستفيد منها، كل هذه المساعدات لا تصل إلى اهالي غزة، بل تصل إلى جهات لا نعرفها، ونضطر لشرائها من السوق.
أصبحت رواتبنا لا تكفي معيشتنا، أمام غول العمولة بنسبة 45 الى50٪، نظر إلى ذلك لأن الباعة اللصوص لا يبيعون تطبيق بنكي، واذا اشتريت خضرة من خلال التطبيق البنكي، الكاش بثمن، والتطبيق البنكي بثمن ٱخر يحمل نسبة العمولة 45٪ .
الاسباب التي أوصلت أهل غزة للجوع، هي عدم حصولهم على المساعدات، وسيطرة اللصوص والحرامية على السوق، وسرقة المساعدات، وبيع المساعدات في الأسواق، وارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل جنوني، وانعدام القدرة الشرائية للأهالي بسبب ارتفاع نسبة العمولة.
أهل غزة يسيرون في الشوارع بغير هدى ، كأنهم في حالة خبل وغياب ذهني، من الحال التي وصلوا إليها، دون أفق للخلاص، فلم يعد لديهم القدرة على التحمل، هم عاجزون لا صامدون أمام الأهوال التي يقاسون منها، فقد تركوا وحدهم لمصيرهم، يصرخون من أعماق معاناتهم، كفى موتا، كفى جوعا، كفى حربا.
غزة: 5/8/2025








