إسرائيل تضع شرطا لخروج مقاتلي حماس من داخل الخط الأصفر
						إسرائيل تضع شرطًا لعودة مقاتلي حماس من الخط الأصفر وسط ضغوط أميركية لتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة
كشفت هيئة البث الإسرائيلية “كان 11″ مساء الاثنين، أن إسرائيل وضعت شرطًا جديدًا يتعلق بعودة مقاتلي حركة حماس من داخل ما يعرف بـ”الخط الأصفر” الذي تسيطر عليه القوات الإسرائيلية في قطاع غزة.
وبحسب القناة، تبحث السلطات الإسرائيلية السماح بمرور آمن لنحو 200 مقاتل من حماس من المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي داخل القطاع، على أن تُربط هذه الخطوة بإعادة جثامين الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى الحركة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه “لن يسمح للمقاتلين بالعبور إلى مناطق خاضعة لسيطرة حماس”، في موقف أثار خلافًا داخليًا واسعًا داخل المؤسسة السياسية والأمنية الإسرائيلية.
وأوضحت القناة أن وسطاء إقليميين ودوليين يضغطون على إسرائيل للسماح بالممر الآمن، بعد أن بقي عدد من عناصر حماس محاصرين داخل أنفاق في منطقة رفح، محذّرين من أن استمرار القتال في تلك المنطقة قد يؤدي إلى انهيار الاتفاق الهش لوقف إطلاق النار.
وساطة دولية وضغوط أميركية
وفي وقت متزامن، أفادت قناة الجزيرة أن مفاوضات تُجرى بين إسرائيل وحماس برعاية الوسطاء، لتأمين خروج آمن للمقاتلين عبر مركبات تابعة للصليب الأحمر الدولي، من خلال معابر محددة، وقد وافقت حماس مبدئيًا على المقترح بانتظار الرد الإسرائيلي النهائي.
في المقابل، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا مباشرة على الحكومة الإسرائيلية للسماح بمرور العناصر المحاصرين في الأنفاق جنوب رفح، محذّرة من أن استمرار احتجازهم “قد يؤدي إلى اشتباكات جديدة تُهدد وقف إطلاق النار القائم”.
وأضافت القناة أن الموقف الأميركي يستند إلى اعتبارات أمنية، منها أن السماح بخروج المقاتلين سيمكن الجيش الإسرائيلي لاحقًا من تفجير الأنفاق بعد فحصها وجمع المعلومات الاستخباراتية منها.
حماس تربط الملف بجثامين الأسرى
وأشارت القناة إلى أن حركة حماس أبلغت الوسطاء بأن رفض إسرائيل السماح بخروج مقاتليها المحاصرين سيُعيق إعادة جثامين الأسرى الإسرائيليين، معتبرة أن هذه الخطوة يجب أن تكون جزءًا من صفقة إنسانية متبادلة.
لكن الجيش الإسرائيلي يرى في المقابل أن حماس “تسعى لكسب الوقت وتأجيل عملية نزع سلاحها”، ويدفع باتجاه تصعيد ميداني محدود لفرض مزيد من الضغط عليها، بحسب القناة ذاتها.
وفي هذا السياق، دفع الجيش بوحدة عسكرية جديدة إلى منطقة خان يونس لتكثيف عمليات تدمير الأنفاق، وسط تقديرات بأن النفق الإستراتيجي في حي الجنينة برفح لا يزال يضم نحو 150 مقاتلًا من حماس على الجانب الإسرائيلي من الخط الأصفر.
توتر ميداني متصاعد
ذكرت صحيفة “معاريف” أن قوات لواء ناحال والهندسة القتالية بدأت بضخ كميات كبيرة من الخرسانة والمواد المتفجرة داخل النفق في محاولة لتدميره وإنهاء وجود المقاتلين داخله، بينما تواصل حماس المطالبة بعودتهم إلى المناطق التي تسيطر عليها داخل غزة.
ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 11 أكتوبر 2025، شهدت منطقة رفح هجومين منفصلين نفذهما مقاتلون ضد قوات الاحتلال، أسفرا عن مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين وإصابة آخرين، رغم تأكيد حماس عدم مسؤوليتها المباشرة عن هذه العمليات.
نتنياهو يواجه ضغوطًا داخلية
وأفادت صحيفة “هآرتس” أن نتنياهو يرفض السماح بالمرور الآمن للمقاتلين، تحت ضغط من وزيري الحكومة اليمينيين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، اللذين طالبا بـ”قتل أو اعتقال” عناصر حماس العالقين خلف الخط الأصفر، معتبرين ذلك “فرصة للقضاء عليهم”.
هذا التباين في المواقف، إلى جانب الضغوط الأميركية، يعكس تصاعد الخلاف داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن سبل تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة، في وقت تسعى فيه واشنطن إلى تسريع الخطوات الميدانية نحو تثبيت التهدئة وإطلاق المسار السياسي.
				
					
					






