لازريني ينتقد آلية توزيع المساعدات الأميركية في غزة: “هدر للموارد وتشتيت عن الكارثة”

انتقد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، بشدة آلية توزيع المساعدات الإنسانية التي تديرها الولايات المتحدة وإسرائيل في قطاع غزة، واصفًا إياها بأنها “هدر للموارد وإلهاء عن الفظائع الجارية”.

وقال لازاريني، خلال زيارة له إلى اليابان اليوم الأربعاء: “لدينا بالفعل نظام فعال لتوزيع المساعدات، والهيئات الإنسانية، بما فيها الأونروا، تمتلك الخبرة والقدرة على الوصول إلى المحتاجين”. وأضاف أن الوقت يداهم لتفادي المجاعة، مطالبًا بالسماح للمنظمات الإنسانية “بأداء مهامها المنقذة للحياة دون عوائق”.

فوضى ومقتل ثلاثة فلسطينيين

تصريحات لازاريني جاءت بعد أقل من 24 ساعة على اندلاع حالة من الفوضى في أحد مراكز توزيع المساعدات الأميركية في رفح جنوب القطاع، أسفرت عن مقتل ثلاثة فلسطينيين وإصابة العشرات. وأكدت مصادر في مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أن 47 شخصًا أصيبوا نتيجة إطلاق نار، مشيرة إلى أن قوات الجيش الإسرائيلي كانت المسؤولة عن إطلاق النار.

وقالت مؤسسة “إغاثة غزة”، المدعومة من واشنطن والمشرفة على عمليات التوزيع، إن “الإقبال الهائل على المركز اضطر الفريق للتراجع مؤقتًا من أجل الحفاظ على سلامة المدنيين وتفادي مزيد من الإصابات”.

انهيار أمني وتوقف العمل

في أعقاب الأحداث، أفادت القناة 12 العبرية بأن مراكز توزيع المساعدات لم تفتح أبوابها صباح اليوم، في انتظار “ترتيبات أمنية جديدة” من قبل الشركة الأميركية المشغّلة، بعد اقتحام الحشود للموقع وتحطيم الأسوار.

من جهتها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن “موقع التوزيع في رفح دُمر بالكامل بعد اقتحامه من قبل فلسطينيين جائعين”، في مؤشر على فشل كبير في ضبط الوضع الميداني وإدارة العمليات الإنسانية.

انتقادات دولية لآلية التوزيع

واجهت آلية التوزيع الأميركية-الإسرائيلية انتقادات واسعة من منظمات إنسانية دولية، اعتبرتها تفتقر إلى مبادئ الحياد والاستقلال، كما وصفها مسؤولون أمميون بأنها “أداة سياسية مغطاة بواجهة إنسانية”.

ودعا مفوض حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، أجيث سونغاي، إلى “مراجعة شاملة لهذه الآلية” مشيرًا إلى أن الحوادث الأخيرة تعكس خطورة تسليط إدارة المساعدات على شركات أمنية ومصالح سياسية.