الشرع: سوريا ليست أرضاً للتقسيم

أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم السبت، أن سوريا ستبقى موحدة وأنها “ليست أرضاً لمشاريع الانفصال أو التقسيم”، مشدداً على أن قوة الدولة تنبع من وحدة شعبها وتماسكه.
وأشار الشرع في تصريحات رسمية إلى أن انسحاب الدولة من بعض مناطق محافظة السويداء كان سبباً مباشراً في تفاقم الأوضاع الأمنية هناك، كاشفاً أن دمشق تلقت دعوات دولية متعددة للتدخل الفوري لاحتواء الأزمة.
وفي السياق ذاته، أعرب الشرع عن قلقه من ظهور “طموحات انفصالية” لدى بعض الشخصيات داخل سوريا، محذراً من أن “الاستقواء بالخارج واستغلال معاناة أبناء السويداء لن يجلب المصلحة لأحد”، على حد تعبيره.
وشدد الرئيس السوري على أن أبناء السويداء والعشائر العربية في البلاد “كانوا دائماً جزءاً أصيلاً من الدولة السورية، ولا يجوز محاسبة طائفة كاملة بسبب تصرفات أفراد”. وأكد التزام الدولة بمحاسبة كل من ارتكب انتهاكات بحق المدنيين.
كما ثمّن الشرع الدور الوطني للعشائر، ودعاها إلى الالتزام بوقف إطلاق النار، مبدياً تقدير بلاده للموقف الأميركي الداعم للدولة السورية في هذه المرحلة. وأشار إلى أن روسيا والصين والاتحاد الأوروبي عبّروا عن إدانتهم للقصف الإسرائيلي، في موقف يعكس حرص المجتمع الدولي على وحدة واستقرار سوريا.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت رئاسة الجمهورية العربية السورية وقفاً فورياً وشاملاً لإطلاق النار في محافظة السويداء، داعية جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل به. وأكدت الرئاسة في بيان رسمي أن “أي خرق لهذا القرار سيُعد انتهاكاً للسيادة الوطنية، وسيُواجه بما يلزم من إجراءات قانونية”.
جاء هذا الإعلان في أعقاب اشتباكات عنيفة اندلعت مساء الجمعة عند المدخل الغربي لمدينة السويداء، بين مقاتلين من العشائر ومسلحين من الفصائل الدرزية، وشارك فيها نحو 200 مسلح باستخدام الرشاشات والقذائف، بحسب ما نقلته وكالة “فرانس برس”.
يُذكر أن التوترات في جنوب سوريا تفجرت في 13 يوليو، مع اندلاع اشتباكات بين عشائر بدوية ومسلحين دروز في السويداء. وفي 15 يوليو، بدأت قوات الأمن السورية بالانتشار في المدينة في محاولة لضبط الوضع، إلا أن إسرائيل تدخلت بقصف آليات سورية كانت متجهة نحو المحافظة، إضافة إلى استهداف مواقع استراتيجية في العاصمة دمشق.
وفي 16 يوليو، أعلنت وزارة الدفاع السورية سحب قواتها من السويداء استجابةً لاتفاق وقف إطلاق النار، رغم تواصل الاشتباكات المتقطعة بين الفصائل الدرزية والعشائر البدوية.