حرب خداع – تفاصيل مشادة بين نائب في الليكود ووزير الجيش الإسرائيلي بشأن غزة

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، صباح السبت 24 مايو 2025، عن مشادة حادة نشبت داخل الكنيست بين عضو حزب الليكود عميت هليفي ووزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، على خلفية الانتقادات الموجهة لأداء الجيش الإسرائيلي في حربه المستمرة على قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر حضرت الاجتماع أن هليفي هاجم وزير الجيش قائلاً: “لا تفهم شيئاً… لا توجد خطة حقيقية لتدمير حماس”. ورد كاتس قائلاً إن هليفي “أصبح يشبه يائير غولان”، في إشارة إلى السياسي اليساري المعروف بمواقفه المعارضة للحكومة.
وقال هليفي خلال الاجتماع: “نخوض حرباً منذ 20 شهراً، ولم ننجح في إخضاع حماس. خُضنا حروباً كثيرة سابقاً وكنا نحسمها، لكن هذه الحرب تُدار بخداع، وتم تضليلنا بشأن ما سُمي بالإنجازات”. وأضاف: “كان يمكن إنهاء الحرب خلال شهرين في ظل ظروف مناسبة، لكن ذلك لم يحدث”.
كاتس يعاقب غولان على خلفية انتقاده مقتل الأطفال في غزة
في سياق آخر، أعلن كاتس عن منع زعيم حزب “الديمقراطيين” يائير غولان، نائب رئيس الأركان الأسبق، من الخدمة العسكرية الاحتياطية، وذلك بعد تصريحاته التي قال فيها: “الدولة العاقلة لا تقتل الأطفال في غزة كهواية”. واعتبر كاتس هذه التصريحات “افتراءً دموياً خطيراً”، مؤكداً أنه “لا مكان لأمثال غولان في الحياة العامة”.
كما أعلن عن دعمه لمشروع قانون يُخوّل وزير الدفاع بسحب رتب ضباط الاحتياط الذين يدلون بتصريحات أو يقومون بسلوكيات تسيء للجيش، على حد تعبيره.
كاتس حذر أيضاً من أن تصريحات غولان قد تُستخدم من قبل “أعداء إسرائيل” في المحاكم الدولية، في إشارة إلى مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق غالانت، في نوفمبر الماضي، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
غولان يرد على كاتس: “وزير التهرب”
وردّ غولان على القرار عبر منصة “إكس”، واصفاً كاتس بـ”وزير التهرب”، في إشارة إلى دعمه لمشروع قانون يسمح لليهود المتدينين (الحريديم) بالتهرب من الخدمة العسكرية.
وأشار إلى أن آخر مرة ارتدى فيها الزي العسكري كانت في 7 أكتوبر 2023، عندما توجّه جنوباً “لإنقاذ المدنيين بعد الفشل الأمني الذريع لحكومة نتنياهو”. وأضاف: “سأواصل خدمة إسرائيل بكل ما أستطيع، رغم قراراتكم السياسية”.
وأكد غولان في تصريحات لاحقة: “حين يحتفل الوزراء بموت وتجويع الأطفال، يصبح من الواجب أن نُعلن الحقيقة”، وهو ما أثار موجة غضب واسعة داخل الحكومة والمعارضة على حد سواء.
يُذكر أن العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والذي يتم بدعم أمريكي كامل، أسفر عن أكثر من 175 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين، في ظل أوضاع إنسانية كارثية ومستمرة.