صحيفة : وفد إسرائيلي إلى القاهرة لبلورة صيغة اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة

يصل وفد أمني إسرائيلي إلى العاصمة المصرية القاهرة، اليوم الاثنين، لإجراء مباحثات مع مسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية وجهات سيادية أخرى، لبحث سبل تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتنسيق الملفات المتعلقة بالحدود، وتشغيل معبر رفح، وآليات إدخال المساعدات الإنسانية المتراكمة في شمال سيناء.
وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ”العربي الجديد”، فإن الوفد يضم ممثلين عن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) ومنسقًا عن الجيش الإسرائيلي، وسيناقش الطرفان قضايا أمنية وفنية استعدادًا للمرحلة المقبلة في حال التوصل إلى اتفاق تهدئة شامل.
وكشف مصدر على اطلاع على مجريات المفاوضات أن الوسطاء، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، يسعون إلى بلورة اتفاق هدنة يمتد لشهرين، يشمل خطوات تدريجية من كلا الجانبين. ووفقًا للصيغة المقترحة، تسلّم حركة حماس في اليوم الأول من سريان الاتفاق عددًا من الأسرى الإسرائيليين الأحياء إلى جانب جثامين قتلى، مقابل انسحاب إسرائيلي فوري إلى ما قبل مناطق التوغل التي شهدت تصعيدًا بعد انهيار الهدنة الأخيرة.
وسيجري تسليم بقية الأسرى الأحياء، البالغ عددهم نحو عشرة، في اليوم الأخير من الاتفاق، إلى جانب الجثامين التي لم يُحدَّد موقعها بعد. ويتضمن الاتفاق إدخال مساعدات شاملة، بما في ذلك الوقود، منذ لحظة دخوله حيز التنفيذ، مع تشغيل معبر رفح وفق آلية ثلاثية بين مصر وإسرائيل وبرقابة دولية، إضافة إلى السماح بدخول معدات إزالة الركام وإصلاح البنية التحتية المدمرة.
وأكد المصدر التزامًا أميركيًا واضحًا بضمان تنفيذ إسرائيل لبنود الاتفاق، مشيرًا إلى أن المرحلة التالية بعد تسليم أول دفعة من الأسرى ستشهد انطلاق مفاوضات مباشرة نحو وقف دائم للحرب، تستند إلى رؤية أميركية-عربية لمستقبل قطاع غزة تُناقش حاليًا مع كل من حماس وإسرائيل.
وأوضح أن التواصل بين الإدارة الأميركية وحركة حماس لم ينقطع خلال الأسابيع الماضية، حتى في ظل غياب الوفد الإسرائيلي عن مفاوضات الدوحة، حيث عقدت لقاءات سرية بحضور الوسطاء، وبإحاطة إسرائيلية كاملة من خلال الوفد الأميركي.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا كبيرة على مختلف الأطراف للاستفادة من اللحظة السياسية والإنسانية، خاصة مع تصاعد المواقف الأوروبية الرافضة لاستمرار الحرب، وتدهور الأوضاع داخل القطاع. كما تسعى بعض الأطراف العربية إلى الدفع باتجاه تسوية شاملة لمستقبل غزة لا تشمل بقاء حماس في موقع السيطرة، بل من خلال صيغة سياسية توافقية تتبناها واشنطن ودول عربية، وتكون جاهزة للتنفيذ بمجرد التوصل إلى اتفاق نهائي.
وأفاد “العربي الجديد” أن هذه الرؤية الأميركية-العربية لمستقبل غزة ستُدرج ضمن مخرجات الاتفاق المرحلي الجاري التفاوض عليه، على أن تكون مقبولة من جميع الأطراف، وتشكّل مدخلًا لإعادة إعمار القطاع، وترتيب أوضاعه السياسية بعد سنوات من الانقسام والحصار والحرب.