أخــبـــــار

مفاوضات غزة في إسرائيل – تهديدات بإستقالات داخل الحكومة

في ظل التوترات المتصاعدة حول مفاوضات تبادل الأسرى مع حركة حماس، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعًا طارئًا مساء السبت/فجر الأحد في مكتبه بالقدس، بمشاركة بتسلئيل سموتريتش زعيم حزب “الصهيونية الدينية”، وإيتمار بن غفير زعيم حزب “عوتسما يهوديت”، وفق ما أفاد به موقع “واللا” العبري.

ويأتي الاجتماع في محاولة لاحتواء معارضة الوزيرين المتشددين لأي اتفاق يشمل وقفًا لإطلاق النار وتبادلًا للأسرى، وسط مخاوف من أزمة ائتلافية تهدد استقرار الحكومة.

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية “كان”، فإن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير قدّم تهديدًا صريحًا بالاستقالة في حال تم توقيع الاتفاق مع حماس، معتبرًا أن الصفقة تمثل “تنازلاً” مرفوضًا. كما أشارت القناة 12 إلى أن بن غفير حاول تنسيق موقف موحد مع سموتريتش لرفض الصفقة، بينما نفى مقرّبون من وزير المالية وجود اتصال مباشر بين الطرفين.

في المقابل، هاجمت عائلات الرهائن الوزيرين بشدة، واتهمتهما بتجاهل المعاناة الإنسانية لعائلات الأسرى. وقال “مقر الرهائن”: “سموتريتش وبن غفير نسيا معنى أن يكون الإنسان يهوديًا”. كما عبّرت فيكي كوهين، والدة أحد المخطوفين، عن غضبها، ووصفت بن غفير بـ”الشخص البائس”، فيما قالت شارون ألوني كونيو، زوجة أسير آخر: “سأقف عاجزة أمام بناتي مجددًا، لأن هناك من يعارض عودة والدهن”.

وفي خضم هذه الأزمة السياسية، صرح الوزير وعضو الحكومة دافيد أمسالم، بأن استمرار معارضة الصفقة من قبل بن غفير وسموتريتش قد يؤدي إلى إسقاط الحكومة، قائلاً: “من أراد الاستقالة فليفعل، هذه لحظة مصيرية ويجب اغتنامها”.

من جانبه، عرض زعيم المعارضة يائير لابيد على نتنياهو “شبكة أمان برلمانية” لتمرير الصفقة، قائلاً: “لديك 23 صوتًا منا مقابل 13 من بن غفير وسموتريتش، استخدمها لتأمين الاتفاق”. كما أكد وزير الخارجية جدعون ساعر على ضرورة اغتنام الفرصة قائلاً: “إذا توفرت فرصة لإبرام الصفقة، فلا ينبغي تفويتها”.

ورغم التقارير عن تقدم في المفاوضات خلال زيارة نتنياهو الأخيرة إلى الولايات المتحدة، واصل بن غفير وسموتريتش التحذير من “التنازلات” لحماس، مطالبين بمواصلة العمليات العسكرية في القطاع.

وكان بن غفير قد جدّد في تصريحات سابقة رفضه لأي اتفاق، واصفًا الصفقة بأنها “مبذّرة ومكافأة للإرهاب”، ودعا إلى “احتلال كامل لقطاع غزة، وقف دخول المساعدات، وتشجيع هجرة سكانه”، إلى جانب إقامة مستوطنات إسرائيلية جديدة فيه.

وتتواصل المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في قطر، وسط ضغوط داخلية ودولية للوصول إلى اتفاق شامل ينهي الأزمة الإنسانية ويؤمن عودة الأسرى.

زر الذهاب إلى الأعلى