أقلام

“من التحويلات الصغيرة إلى المنصات العالمية.. منظومة الرصد تكشف الشبكات المالية الملتوية”

انتشر بين بعض النشطاء والمتداولين خبر عن تجميد حسابات تقارب 1500 مواطن بسبب حركات مالية غير معتادة ومتوقع ان القرار قد يكون من سلطة النقد او بنك فلسطين او ربما بتوجيه من السلطة الفلسطينية لكن مثل هذه الاخبار لا تمثل الا خطوة اولية مؤقتة فالمتابعة الحقيقية تبدأ بعد انتهاء الحرب واستقرار الاوضاع حين تفتح الملفات الاوسع جرائم الاموال وتجار العمولة وشبكات جمع التبرعات والتحويلات البنكية عبر التطبيقات وحتى المنصات العالمية مثل GoFundMe وغيرها

والسؤال الاهم كيف تبنى هذه القرارات وكيف يتم رصد مثل هذه الانشطة بدقة

الامر ليس تخمينا او متابعة سطحية بل يعتمد على ادوات علمية متكاملة يستخدمها علماء البيانات في وزارات الداخلية والجهات السيادية هذه الادوات تتداخل مع بعضها لتكشف الصورة الكاملة مثل :

Big Data Analysis تحليل البيانات الضخمة التعامل مع ملايين العمليات اليومية وربطها ببعضها عملية واحدة قد تبدو طبيعية لكن عند جمعها مع آلاف العمليات المشابهة يظهر نمط شبكة كاملة

Multivariate Analysis التحليل متعدد المتغيرات لا يتم النظر الى العملية المالية من زاوية واحدة بل عبر عدة متغيرات في وقت واحد المبلغ التكرار التوقيت الجهة المستفيدة وحتى الارتباط مع حسابات اخرى هذه المقارنات تكشف العلاقات الخفية بين الاشخاص والشبكات

Feature Engineering بناء الخصائص الارقام الخام تحول الى مؤشرات اعمق مثل متوسط التحويلات اليومية معدل النمو المفاجئ نسبة التحويلات الى جهات خارجية او درجة تنوع المستفيدين هذه الخصائص تجعل السلوكيات غير الطبيعية اكثر وضوحا

Machine Learning التعلم الالي النماذج تتعلم من البيانات السابقة وتتعرف على انماط السلوك الطبيعي مقابل السلوك المشبوه وبهذا تتحول المنظومة الى رادار استباقي قادر على التنبؤ بالنشاطات المشبوهة قبل ان تتوسع او تتخفى داخل عمليات صغيرة

هذه الادوات عندما تدمج معا تشكل منظومة قوية قادرة على تتبع الاشخاص ربط الحسابات ببعضها وكشف شبكات كاملة حتى لو حاول اصحابها اخفاء نشاطهم عبر تجزئة المبالغ او استخدام طرق ملتوية

وهذا ما يقوم به فرق علماء البيانات في مكافحة جرائم الاموال داخل وزارات الداخلية في بعض الدول العربية و ادرك تماما كيف تتحول هذه الاساليب الى منظومة لا ترحم هي لا تترك مجالا للهروب ولا تتأثر بالمناورات البسيطة لانها تنظر للصورة كاملة وتربط كل نقطة باخرى

قد يظن تجار العمولة وجامعو التبرعات ان تأجيل نشاطهم لما بعد الحرب سيمنحهم فرصة اكبر لكن الحقيقة ان البيانات لا تنتظر كل عملية تترك اثرا كل شبكة يتم رسم ملامحها بوضوح والوصول اليهم والى اموالهم مسألة وقت القرار السيادي سيأتي في اللحظة المناسبة وحينها لن يكون هناك مهرب لا لهم ولا لاموالهم مهما تنوعت مصادرها او اماكنها

والشئ بالشئ يذكر سابقا تم التواصل من خلال احد الزملاء مع سلطة النقد لعمل نموذج التهرب من سداد القروض وبعض التنبؤات

المختصر

البيانات ترصد كل شيء تجار العمولة وجامعو التبرعات قد يختبئون خلف التحويلات الصغيرة او المنصات العالمية مثل GoFundMe لكن كل شيء يسجل وكل خيط يربط والقرار السيادي في غزة قادم ومعه ستكون النهاية لهذه الشبكات والافراد مهما حاولت

سامي محمود عكاشة

زر الذهاب إلى الأعلى