أقلام

ضم الضفة الغربية .. وحرب الإبادة..

كتب .. ناهض زقوت

هل تذكرون حكاية ال30 بالمائة التي طالبت بضمها اسرائيل من أراضي الأغوار في الضفة الغربية قبل سنتين، حينها قامت الدنيا معترضة، وشكلت الدبلوماسية الفلسطينية معركة كبيرة في المحافل الدولية ضد القرار.

نام القرار في الإدراج، ولكنه لم يلغ، بل بقي قائما ينتظر الفرصة المناسبة. اعتقد أن الفرصة جاءت في هذه الأيام مع حرب الإبادة في غزة، واستغلال فرصة اعتراف بعض الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية، ولكي يقطعوا عليهم بأنه لم يعد ثمة دولة فلسطينية للاعتراف بها بعد سلب أراضي الضفة الغربية، وتدمير قطاع غزة.

الكابينت الاسرائيلي بالامس صادق دون الإعلان حسب الاعلام العبري على خطة الاستيلاء على أراضي الاغوار، ردا على الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية. وقبلها باسبوع كان ثمة تصريح للسفير الأمريكي في اسرائيل طالب بما تمخض عنه اجتماع الكابينت.

وهذا يعني الخطوة الثانية في تدمير السلطة الفلسطينية، والتي بدأت خطواتها الأولى في احتجاز المقاصة الفلسطينية، وعدم صرفها لدفع رواتب الموظفين، والاستيلاء على الأموال الفلسطينية بحجج واهية هدفها التضييق على السلطة الفلسطينية، والتي استكملت حلقاتها بمنع الرئيس ابو مازن وبعض قيادات السلطة من السفر إلى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية شهر سبتمبر الجاري.
صمت العالم الأوروبي والعربي مريب تجاه كل ما ترتكبه اسرائيل بحق الفلسطينيين، لقد قال أحد الزعماء العرب يوما أن 99 بالمائة من أوراق الحل والضغط في يد الولايات المتحدة، وهذا حقيقة أصبحت واضحة لكل ذا بصيرة، لذا لا أحد يستطيع أن يقول لأمريكا لا من العالم العربي ولا الأوروبي، إنما يصرخون في الاعلام فقاعات هواء.

العالم من شرقه إلى غربه، ومن جنوبه إلى شماله، اتفق أن اسرائيل خلقت لتبقى تحت حماية الولايات المتحدة والعالم الاوروبي، والدولة العميقة، والعرب لا يملكون حولا ولا قوة أمام الولايات المتحدة، فهم باتفاقيات السلام والتطبيع اقروا بحق اسرائيل في الوجود، ونحن الفلسطينيون بناء على اتفاق أوسلو وافقنا على وجودها.

تستطيع أن تعترض على أي قائد سياسي أو عسكري اسرائيلي، وقد نشتمه علنا، ولكن لا يستطيع قائد عربي أو اوروبي أن يدعو إلى تدمير اسرائيل، حتى حركة حماس خطابها السياسي والإعلامي تغير في هذه المسألة، لأن ذلك يعني تجاوز الخطوط الحمراء التي تكون نهايتها تصفيته.

على قيادة حركة حماس أن تدرك طبيعة العلاقات الدولية، وموقف العالم من اسرائيل، مهما اعترضوا على مواقف قادتها، ولكنهم لن يسمحوا لكم بتجاوز الخطوط الحمر، ولم يستمعوا إلى مناشداتكم وتوسلاتكم بعد السابع من اكتوبر، العالم كله مع اسرائيل ولن يتنازل عنها من أجل مصالحكم ومستقبلكم، دمار وقتل وأكثر من مائة الف شهيد لم يحرك العالم تجاه الابادة، على ماذا تراهنون؟ وانتم ترون المخططات التي نشرتها واشنطن بوست لمستقبل مدينة غزة وشمالها، ومستقبل سكان قطاع غزة، ليست مخططات اسرائيلية إنما مخططات امريكية بثوب اسرائيلي، ومن يجرؤ أن يقول لأمريكا لا أو يقول نحن نعترض على المخططات وسنحارب تنفيذها.

على ماذا تراهنون، هذا سؤال كل أهل غزة، الذين يكتوون بالنار ليلا ونهارا. إن كنتم لا تملكون القدرة على الحل، اخرجوا لأهل غزة وكونوا صرحاء معهم. لا تجدي الشعارات، ولا تحليلات مدفوعي الاجر عبر الفضائيات في صمود الناس في غزة، وعدم ترحيلهم.

شارع الرشيد الساحلي كل يوم يزدحم بمئات الشاحنات والسيارات والعربات التي تحمل النازحين من مدينة غزة واحيائها باتجاه جنوب القطاع، يبحثون عن مأوى فلا يجدون، ولكنهم هربوا من الموت بعد تدمير بيوتهم.

الضفة الغربية سوف تضم لاسرائيل، ومدينة غزة وشمالها ريفيرا شرق اوسطية بإدارة أمريكية. ماذا تبقى لكم؟؟؟؟
غزة اليوم ال696 للحرب 1/9/2025

زر الذهاب إلى الأعلى